الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة هكذا قاومت مدينة بيت ساحور الفلسطينية إسرائيل بالأبقار

نشر في  13 جوان 2016  (15:22)

من الأفلام المميزة التي عُرضت خلال أسبوع آفاق السينمائي الذي احتضنته قاعتي سينما الريو وسيني مدار من 25 ماي إلى 1 جوان فيلم «المطلوبون الـ18» للمخرجين عامر شوملي وبول كوان.. ويروي الفيلم وهو من النوع الوثائقي-التحريكي قصة بلدة بيت ساحور الفلسطينية التي قاومت الإحتلال في آواخر الثمانينات بطريقة فريدة من نوعها.

فقد أسس عدد من متساكني المدينة تعاونية لإنتاج ما أطلقوا عليه إسم «حليب الإنتفاضة» من خلال شراء 18 بقرة تتيح لسكان بيت ساحور الإكتفاء الذاتي والمضي في قرار مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ورفض إستخلاص الأداءات.

وحققت هذه المغامرة نجاحا إلى درجة أن التعاونية أصبحت معلما من معالم القرية والأبقار «مشاهير محليين»، وردا على ذلك قام الجيش الإسرائيلي بإغلاق المزرعة مهددا بهدمها وملاحقة البقرات التي أصبحت تشكل تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي.

وقد شكلت مقاومة بلدة بيت ساحور وفق ما نقله الفيلم مثالا للمقاومة التي توجست منها قوات الاحتلال الإسرائيلي خشية من إنتقال نموذج مقاومة البلدة إلى المدن الفلسطينية الأخرى.

ومن التسجيلات التي تعود إلى فترة الثمانينات، إستحضر الفيلم مقطعا يُبرز إسحاق رابين وهو يقول إنه سيتم تركيع بيت ساحور حتى يستخلص الاهالي الأداءات ومقطع تسجيلي آخر يظهر فيه ممثل بريطانيا في الأمم المتحدة وهو ينادي بإنهاء الحصار على بيت ساحور التي قاومت طيلة 4 سنوات وإلى إتفاقيات أوسلو التي أمضاها ياسر عرفات سنة 1993 والتي أطفت فتيل المقاومة وفق وجهة نظر المخرج.

وبينما أبرز الفيلم نضال وصمود عائلات رشماوي والعندوني والشوملي وغيرها ضد قوات الإحتلال الصهيوني، أظهر الشريط أيضا الإنكسارات والمصائب التي عرفها أهالي البلدة ومنها مقتل الشاب أنطوان الشوملي أحد منسقي حركة المقاومة بـ3 رصاصات بأحد شوارع البلدة.

رغم هشاشة الذاكرة، يأتي فيلم «المطلوبون 18» ليوثق جانبا من نضال بلدة بيت ساحور، هذه المدينة الفلسطينية التي ستظل مقاومتها ترمز لوطن إسمه فلسطين.

شيراز بن مراد